إينوووووووو في الأهلي

هناك مصطلح في السياسة يسمى القوة الناعمة والقوة الناعمة هذه تمتلكها بعض الدول في مناطق معينة وهي ليست قوى عسكرية أو أسلحة قاتلة ترهب بها من حولها ولكنها التأثير المعنوي والثقافي الذي تمثله هذه الدول مهما كانت حالتها، مصر تمتلك القوة الناعمة على مستوى المنطقة حتى وهي تحت الاحتلال كان الجميع ينظر إليها باحترام وهيبة.

هذا المصطلح من الممكن تطبيقه في الرياضة فمنتخب مثل منتخب البرازيل يمتلك تأثير معنوي كبير جداً مهما كانت حالته فلا يستطيع أحد تجاهله في ترشيحات الفوز بكأس العالم.

على مستوى الرياضة المصرية نجد أن الزمالك بهذا المنطق لابد وان يكون لديه القوة الناعمة فالزمالك نادي كبير وصاحب شعبية جارفة ومهما كانت حالته مطالب دائماً بالفوز وهناك ثقافة الرهبة لدى المنافسين من اسم الزمالك وحده حتى لو كان لديه أنصاف لاعبين وفي الفترة الأخيرة ظهرت العديد من المشاكل داخل الزمالك وكان لها تأثيرها على هيبة النادي وكرامته كان أهمها على الإطلاق انتقال لاعبيه للأندية المنافسة بكل سهولة ويسر كما لو كان أحد أندية الدرجة الثانية وقد شرع المنافس في استغلال مشاكل الزمالك أسوأ استغلال حتى يكرس لواقع جديد على صعيد كرة القدم المصرية وهو واقع القطب الأوحد، انتقل طارق السعيد وصديق للأهلي رغم أنه لم يكن بحاجة إليهما ولكنها كانت ضربات مسدده لهيبة الزمالك، طارق السعيد ذهب للأهلي في وجود المرحوم عبد الوهاب ولم يكن أحد يعلم الغيب ويتوقع أن يرحل اللاعب الشاب، صديق ذهب للأهلي ولا يلعب إلا عند غياب ثلاثة لاعبين في القلب مرة واحدة، كان انتقال اللاعبين للأهلي سهلاً وميسراً نظراً للتخبط الذي كان يعيش فيه الزمالك والآن جاء الدور على إينو ذلك اللاعب الذي تم تصعيده من جهاز الناشئين بالنادي موسم 2003/2004 مع المدير الفني فينجادا وقد اندهش البعض من سعي الزمالك لتأديب لاعب متمرد لم يحفظ جميل ناديه عليه ووقع للمنافس قبل نهاية عقده بعام كامل وتعمد الحصول على إنذارات عندما لعب في بداية هذا الموسم، نعم هذا اللاعب الذي كان مرشحاً للاستغناء عام 2003 مع بعض زملائه من الناشئين لعب امام المحلة هذا الموسم وتعمد الحصول على إنذار بلا داعي وكاد الحكم ان يطرده في نهاية الشوط الأول بسبب لعبة خشنة بلا داعي أيضاً، وتهرب من التدريبات بداعي الإصابة فلماذا يسعى الزمالك لعقاب هذا المتمرد؟

إينو في الزمالك:

الزمالك نادي يعتمد دائماً على اللاعبين الموهوبين وهو فريق مريح للمنافس إذ لا نجد ضغط بطول الملعب ولا رقابة فرديه أو عنف في الأداء ولكن اعتماد على دفاع المنطقة في آخر 30 متر وهجوم منظم وقد تم تصعيد إينو في موسم 2003/2004 ولعب أمام قلبي الدفاع في طريقة 4-2-3-1 ورغم كل الانتقادات التي وجهت لفينجاد إلا أنه كان مصراً على الدفع باللاعب ولكن اللاعب لم يثبت وجوده برغم المجهود الكبير الذي يبذله فهو لا يجيد الضغط واستخلاص الكرة لذلك عندما عاد مدحت عبد الهادي من الإصابة في نفس الموسم احتل مكان إينو ثم جاء دراجوسلاف ولم يكن مقتنعاً باللاعب ومن بعده كابرال، موسم 2005/2006 كاد بوكير أن يستغني عنه وتم قيده في اللحظات الأخيرة (قال اللاعب في تصريحات للتليفزيون وقتها أنه لن يرحل إلا إذا استغنى عنه الزمالك) ورحل بوكير قبل أن يلعب اللاعب مباراة واحدة في خط الوسط بل جربه في مركز الظهير الأيمن في مباراة الترجي بتونس ولم ينجح، جاء فاروق جعفر وكانت هذه أفضل فترات اللاعب عن طريق مهارة التسديد التي أضافها لنفسه (وفي ظل إعلام يصنع من صاحب الهدف نجماً مهما كان مستواه الفني) ولكنه ظل ضعيفاً في الضغط واستخلاص الكرة ثم جاء كاجودا ولعب إينو وظل أساسياً إلى أن عاد محمد أبو العلا من الإصابة وهبط مستوى اللاعب تماماً في الربع الأخير من الموسم الماضي.

من هذا السرد الطويل يتضح أن اللاعب لم يصنع أي تاريخ مع الزمالك ولم يكن له الدور الذي يجعل الجماهير تتباكى على رحيله وهذا معناه أن الزمالك لا يحارب من أجل استبقاء لاعب مميز (اللاعب لم يلعب للمنتخب مرة واحدة في حياته بالرغم من أن زملائه حسني عبد ربه وأحمد فتحي وعمرو زكي ومتعب والمرحوم عبد الوهاب كانوا عماد المنتخب).

إينو في الأهلي:

الأهلي فريق يعتمد على القوة والسرعة والضغط على المنافس في كل أنحاء الملعب وهذا طابع لعب الأهلي حتى قبل أن تظهر طرق اللعب الحديثة لذلك الأهلي يحتاج للاعبي وسط لديهم قدرة عالية على الضغط القوي والاستخلاص وهي المميزات التي يفتقد إليها إينو (اللاعب لم ينجح مع الزمالك الذي يعتمد على الدفاع في آخر 30 متر) كما أن لديه في هذا المركز لاعبين أفضل منه وهم محمد شوقي وحسن مصطفى (لاعبي المنتخب) وحسام عاشور لاعب منتخب الشباب وانيس بوجلبان لاعب منتخب تونس السابق وكلهم أفضل منه بمراحل، كما انني بشكل شخصي جداً أثق في اختيارات مانويل جوزيه مدرب الأهلي فالرجل له تاريخ مشرف جداً في انتقاء اللاعبين كما ان التجارب أثبتت ان السحر دائما ينقلب على الساحر فالصفقات التي أبرمها الأهلي من أجل إضعاف الزمالك فشلت وعانى الأهلي من فشلها وأثرت عليه لسنوات مثل صفقات سعيد عبد العزيز ورامي سعيد، هذا معناه أن الزمالك لا يحارب من أجل لاعب سيستفيد منه المنافس.

هذا الإيضاح ليس موجهاً لجماهير الزمالك التي تعرف قدر اللاعب جيداً ولكنه موجه للإعلام الرياضي الذي يحاول باستماتة تصوير انتقال إينو للأهلي على انه ضربة للزمالك فمنذ عام وأكثر ونحن نسمع كل يوم ونرى مانشتات في كل الصحف تقريباً عن أن إينو وقع للأهلي ولا أدري كم مرة سيوقع إينو للأهلي، هذا الخبر الذي أصبح مادة مكررة في كل الصحف يدل على إمكانيات ومكانة اللاعب فلو كان نجماً لاكتفى الإعلام بخبر صغير وهذا الخبر الصغير سيكون كافياً لإشعال الموقف كما حدث في صفقة رضا عبد العال مثلاً.

الزمالك في النهاية يدخل معركة من أجل هيبته فالنادي كما قال رئيسه الأستاذ ممدوح عباس ليس تقفيصة فراخ يأتي كل واحد ليأخذ ما يريده منها، الزمالك يحارب من أجل هيبته التي صنعها عبر 97 عام وأراد الأهلي أن يقضي عليها خلال فترات التخبط والمشاكل، أراد الأهلي القضاء على هيبة الزمالك والتأثير على معنويات الملايين من جماهيره مع سبق الإصرار والترصد فقد تفاوض وتعاقد مع لاعبين لا يحتاج إليهم ولكن غرضه الرئيسي كان إضعاف الزمالك فنياً ومعنوياً، الآن الزمالك يحاول استعادة كبريائه مرة أخرى وأن كنت أرى أن عقاب إينو لو حدث (ومن وجهة نظري لابد أن يكون هناك عقاب لأن اللاعب والنادي الأهلي خرقا اللوائح بشكل واضح جداً) لن يكون كافياً لاستعادة كرامة الزمالك ولابد أن يوجه الزمالك ضربة للأهلي تعيد له صوابه من جديد وتجعله يعرف أن ما فعلة والتجرؤ على الزمالك له ثمن غالي جداً لابد أن يدفعه، الأهلي الذي ظل يعمل لمدة عامين بلا أي ضغوط مُصدراً المشاكل للزمالك بالتفاوض مع لاعبيه وهو مطمئن تماماً أن الأجواء في الزمالك لا تسمح له بجذب لاعبين من فريقه ولا تسمح للاعبيه أن يهددوا بالانتقال للزمالك لابد أن يعرف الآن أن الزمالك يمر بالمرحلة التي تجعله يمثل إغراءاً لأي لاعب في مصر حتى لو كان الأهلي.

المطلوب من إدارة الزمالك الآن المحافظة على هيبة الزمالك وكرامته فلا ينتقل ابن الزمالك للمنافس بهذه السهولة ومطلوب أيضاً استعادة كبرياء الزمالك فلا اتفاقيات حول انتقال لاعبين إلا بعد الثأر مما حدث في السنوات الماضية فلا معنى أن يخطف الأهلي لاعبينا ثم يطالب في اليوم التالي باتفاقية لمنع انتقال اللاعبين والمزايدة عليهم... استعادة هيبة الزمالك لا يقل أهمية عن الجهود المبذولة من أجل دعم الفريق بعناصر مميزة أو التعاقد مع جهاز فني على مستوى عالي وهي جهود تراها الجماهير بوضوح ولكنها لن تكتمل إلا بمواصلة الطريق نحو عقاب هذا المتمرد وعقاب من سولت له نفسه أن يتجرأ على الزمالك محاولاً إسقاطه تماماً من حسابات المنافسة

اشكرك اخى على المجهود الكبير

وتسلم ايدك على النقل الجميل

تقبل خالص تقديرى واحترامى

(القلب الوحيد)

اشكرك اخى الفاضل على المعلومات الرائعة

وتسلم ايدك على النقل الجميل