طريق يوفنتوس..كله أشواك

طريق يوفنتوس..كله أشواك
المشاكل تحاصره من الداخل .. وتارديللي يستقيل

بعد موسم كامل قضاه يوفنتوس في دوري الدرجة الثانية بسبب الحكم القضائي الصادر ضده في قضية التلاعب بنتائج مباريات الدوري الايطالي يبدو أن مهمة النادي العريق المعروف بلقب "السيدة العجوز" لن تكون سهلة في الاعداد للموسم المقبل الذي يعود فيه الفريق لدور الكبار "الدرجة الأولي".. وأكدت الأيام الماضية أن إعادة بناء الفريق بما يتناسب مع التنافس الشديد في دوري الدرجة الاولي لن يكون أمرا سهلا.
جاءت استقالة نجم خط الوسط الايطالي السابق ماركو تارديللي من مجلس إدارة النادي لتضاعف من الاحساس بالشك حول مستقبل الفريق خلال الفترة المقبلة وقدرته علي محو الصورة السيئة التي انطبعت لدي الكثيرين عن الماضي المؤلم.. واتسم تارديلي "52 عاما" بالحزم والشجاعة لاعبا وبالصراحة بعد اعتزاله اللعب.. وتوج تارديللي مع المنتخب الايطالي بلقب كأس العالم عام 1982 كما قاد المنتخب الايطالي كمدرب للفوز بكأس الأمم الأوروبية للشباب كما يعمل حاليا معلقا ومحللا بالتليفزيون الايطالي.
تم استدعاء تارديللي في صيف العام الماضي للانضمام إلي عضوية مجلس إدارة النادي عند تشكيل مجلس إدارة جديدة للنادي بعد إقالة لوشيانو موجي وأنطونيو جيراودو حتي قبل إدانتهما بالاحتيال في المجال الرياضي والفساد لادانتهما في قضية التلاعب بنتائج المباريات.. ولكن تارديللي لم يتسم أبدا بالهدوء داخل مجلس إدارة النادي المؤلف من تسعة أعضاء.
قال تارديللي "كانت الفرصة قائمة للتغيير الشامل.. لكنني أدركت عدم وجود أي رغبة في التغيير. وقد يتصرف جيوفاني جوبولي رئيس النادي وجان كلود بلان مدير عام النادي كما يحلو لهما. لكن فكرتي عن يوفنتوس كانت مختلفة ولذلك فضلت الرحيل.
نفي تارديللي أي مصادمات مباشرة مع باقي أعضاء المجلس لكنه لم يوافق أبدا علي استمرار روبرتو بيجيتا كمستشار للتسويق بالنادي حيث عمل بيجيتا المهاجم السابق بالفريق ونائب رئيس النادي سابقا لسنوات مع موجي وجيراودو وكان علي علاقة وطيدة بهما.. وقال تارديللي "إذا لم يكن بيجيتا متورطا "في الفضيحة" كما يري مجلس الإدارة الجديد فإنه كان يجب أن يظل في منصب نائب رئيس النادي أو أن يقال بدلا من الابقاء عليه في هذا المنصب خلف الستار.
سيناقش مجلس إدارة النادي مستقبل بيجيتا في وقت لاحق من الشهر الحالي ولكن يعتقد كثيرون ان خبرته علي الساحة الدولية ستقنع مجلس الإدارة بالابقاء عليه في منصبه.. وهناك مؤشرات اخري توضح أن تطهير المنزل من الداخل لن يكون سهلا بالنسبة ليوفنتوس.
كان من الصعب تفهم السبب وراء تفاخر أليسيو سيكو مدير الكرة في قطاع الشباب بالنادي في الشهر الماضي بالمساندة التي يحظي بها من مسئولين كثيرين في النادي وغيرهم ومنهم موجي نفسه رغم صيحات استهجان الجماهير التي كانت تلاحق سيكو دائما وكذلك رغم إيقاف موجي نفسه من قبل الاتحاد الايطالي لكرة القدم.. ورد جوبولي علي تصريح سيكو بتعليق مقتضب حيث أشار إلي أن يوفنتوس يجب ان ينسي ماضي سيكو.
نال هذا الاتجاه الذي يسير به يوفنتوس حاليا عبارات المجاملة بسبب إعادة الاخلاقيات للنادي مجددا "وقال أريجو ساكي المدير الفني السابق لفريق ميلان والمنتخب الايطالي" انها نتيجة رائعة بالفعل.. وبدا يوفنتوس في حاجة إلي الكفاءة والشجاعة وروح الفريق بعد الحكم الصادر ضد الفريق بتجريدة من لقب الدوري الايطالي الذي أحرزه في موسمي 2004/2005 و2005/2006 وإنزاله إلي دوري الدرجة الثانية لتكون المرة الاولي في تاريخه التي يهبط فيها إلي دوري الدرجة الثانية.
جاء رحيل تارديللي عن النادي عقب رحيل الفرنسي ديدييه ديشان من منصب المدير الفني للفريق رغم نجاح ديشان اللاعب السابق في يوفنتوس والمنتخب الفرنسي في قيادة الفريق كمدرب إلي العودة لدوري الدرجة الاولي.. واستقال ديشان "38 عاما" في أواخر مايو الماضي بعد نجاحه في قيادة الفريق إلي العودة لدوري الدرجة الاولي قبل نهاية الموسم في دوري الدرجة الثانية بثلاث مراحل وذلك علي الرغم من المساندة الشديدة التي يجدها ديشان من مشجعي الفريق الذين كانوا دائما ضد مسئولي النادي وهو ما يتضح من صيحات الاستهجان في المباريات.
تعاقد النادي مع المدرب الايطالي الكبير كلاوديو رانييري خلفا لديشان لكن النادي يبدو عاجزا عن توفير المطالب المالية لنجميه دافيد تريزيجيه وماورو كامورانيزي حيث يبدو اللاعبان في طريقهما إلي الرحيل من الفريق بعد ان ساعداه في العودة لدوري الدرجة الأولي.. ورغم التقلبات التي يشهدها سوق انتقالات اللاعبين والانتقادات المباشرة من بعض المشجعين يستعد يوفنتوس حاليا إلي تحقيق الحد الأدني من أهدافه التي وضعها لنفسه في الموسم المقبل ومنها احتلال أحد المراكز الأربعة الأولي في الدوري الايطالي من أجل التأهل إلي دوري أبطال أوروبا للموسم التالي.