رسالة إلهية لإيقاظ الغافلين بأهمية الالتزام والتفاني في العم

دروس مستفادة من واقعة الطبيبة رانيا رضوان في مباراة الأهلي وطلائع الجيش
رسالة إلهية لإيقاظ الغافلين بأهمية الالتزام والتفاني في العمل
الحجاب لا يمنع مزاولة الأعمال النافعة للمجتمع والوطن
د. رانيا: 4 دقائق فاصلة غيرت مجري حياتي وفريق العمل

من واجبنا أيضا ابراز الجوانب المضيئة في مجتمعنا المصري وجاءت قصة الطبيبة رانيا رضوان مبعوثة العناية الإلهية التي كانت سببا في انقاذ حياة نجم النادي الأهلي محمد صديق بمثابة الشمعة التي تضيء لنا الطريق وتوضح أن هناك العديد من القلوب الرحيمة المخلصة لله والوطن والتي ما تشد الكيان البشري وتحفظ توازنه لتطرح العديد من التساؤلات حول علاقة التدين بالشخصية وهل التدين والالتزام يولد صدفة؟ وهل يمثل الحجاب عائقا أمام تميز الفتاة المسلمة؟ وحتي نستوضح الأمر حرصت عقيدتي علي اجراء هذا الحوار مع الطبيبة الشابة والعديد من الخبراء.
رانيا رضوان أحمد 25 سنة خريجة طب سوهاج دفعة 2004 حاصلة علي شهادات التدريب في انعاش الصدر والقلب والحوادث والكوارث تم تكليفها بالعمل بإسعاف القاهرة في مارس.
نقول كلفت بالتواجد في مباراة الأهلي وطلائع الجيش مع فريق المسعفين وفي الدقيقة 46 من الشوط الأول كان الحدث الخطير باصطدام محمد صديق لاعب النادي الأهلي مع وائل خليفة حارس الجيش ليصاب محمد صديق بارتجاج في المخ وغيبوبة مؤقتة وظل ممددا علي الأرض لفترة توقفت خلالها قلوب الجميع فيما انخرط اللاعبون والحكم ومانويل جوزيه مدرب الأهلي في البكاء وتوقفت الحياة لدقائق بعد ان تذكر الجميع موقف الراحل محمد عبدالوهاب الذي توفي بعد سقوطه في الملعب.
قبلها بثوانِ بحثت عن مكان لأداء صلاة المغرب ثم جلست بجوار الاحتياطي وحدث السقوط المفاجيء للاعب وكنت في وضع الاستعداد وهرولت بعد إشارة الحكم الي مكان اللاعب ودعوت الله سبحانه وتعالي ان يسترها معي ويثبتني ورتبت أفكاري سريعا وركزت في حالة اللاعب وتعاملت معه سريعا وعملت علي منعه من ابتلاع لسانه ثم عملت علي تأمين مجري الهواء بتحريك الرأس لتكون في الوضع المناسب وبعد الاجراءات الأولية ظللت أتابع جميع الوظائف الحيوية للاعب وحاولت التركيز وسط بكاء اللاعبين ومخاوف الجماهير ثم نقل في سيارة الإسعاف الي المستشفي وظللت أتابع حالته الي ان تسلمه أطباء المستشفي.
تعلمت ان كل عمل يؤديه المسلم هو أمانة وخلق من أخلاق المسلم الأصيلة التي تنبع من عقيدته وما حياتنا الا أمانة نطالب بأن نراعي فيها حدود الله. كما ان العبادات في أحد جوانبها تدعو الي العمل الصالح ابتغاء مرضاة الله ومن مميزات العبادات كما نعلم انها تشتمل علي جانبين جانب تعبدي موجه للسماء مقصود به الآخرة والجانب الآخر عمل في الحياة الدنيا وتنظيمها والميزة العظمي للعبادة الإسلامية المزج بين الجانبين بحيث يصبح الشيء الواحد عملا وعبادة.
إضافة الي ان العقيدة الإسلامية تدعو الي الايجابية فهي عقيدة فاعلة وواقعة للحركة والحياة فهي عقيدة منظمة لحياة الانسان.
من هذا المنطلق ترسخت المباديء التي أسعي لتطبيقها في حياتي وكان فضل الله عظيما نتيجة اخلاصي ودقتي في عملي واستجابة لدعوات الناس كان تكريم الله للفريق المشارك وخاصة شريف عبدالمنعم المسعف الذي أكرمه الله لاخلاصه في عمله وأمانته عندما توجه لإسعاف أحد الأشخاص في حادث واكتشف وفاته وكان بصحبته 46 ألف جنيه ومشغولات ذهبية تفوق هذا المبلغ وقام بعمل محضر وسلم الأمانة ورفض تقاضي أي مكافأة فكان فضل الله علينا جميعا وتم تغيير حياتنا بعد اربع دقائق وتم تكريمنا وتقرر سفري للدراسة في انجلترا وسفر شريف عبدالمنعم لأداء فريضة الحج وهو أفضل تكريم من الله سبحانه وتعالي ومؤكدا للآية الكريمة "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".
وعن أطرف المواقف تقول بعد واقعة محمد صديق حدث أن اتصل بي أحد المشاهدين وطلب الوساطة لدي والد زوجته الأهلاوي للإصلاح بينهما خاصة وانه اعجب بأدائي أثناء انقاذ اللاعب وبالفعل نجحت في الصلح بينهما.
افتقاد للصواب
وحول بعض الآراء التي تقول بأن الحجاب يمثل عائقا أمام المرأة المسلمة تري ان هذه الآراء تفتقد للصواب فالمحجبة يتم الحكم عليها بناء علي عملها وعقيدتها فضلا عن أن الحجاب دليل واضح علي الالتزام أنني محجبة ودخلت بسهولة وسط الجمع الكبير حول اللاعب وأديت مهمتي بسهولة.
وللرد أيضا عليهم فهناك العديد من المحجبات المتميزات علي مدار التاريخ الإسلامي وحتي الآن.
حفظ التوازن
يشير د. أحمد المجدوب خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلي ان العقيدة هي النواة في الكيان البشري فهي التي تحفظ التوازن وتسير النظام وهي المركز الذي يدور كل شيء حوله ويظل أبدا منجذبا اليه. والعقيدة هي أول شيء أراد الإسلام ان يغرسه في نفوس البشر وكانت الدعوة الإسلامية تستهدف أساسا تأكيد عقيدة الإسلام فالايمان بعقيدة التوحيد كان هو الخطوة الأولي في إحداث تغيير كبير في الشخصية فهو يولد في الانسان طاقة روحية هائلة تغير مفهومه عن ذاته وعن الناس والحياة والكون بأكمله تمده بمعني جديد للحياة ولرسالته فيها ويملأ قلبه بالحب لله وللرسول والناس من حوله ويبعث الشعور بالأمن والطمأنينة.
نماذج ايجابية
ويضيف ان المجتمع زاخر بالاخلاص وحب الخير والتفاني في العمل فهناك العديد من النماذج الايجابية التي لم تتح لها الفرصة للظهور وأري ان قضية رانيا هي رسالة ربانية لايقاظ الغافلين بأهمية الالتزام والاخلاص في العمل.
وعن دور المرأة في التاريخ الإسلامي.. يقول دكتور عبدالمقصود باشا استاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر ان المرأة نجحت عبر التاريخ في أن تكون إلي جوار الرجل وخاضت الحروب جنبا إلي جنب مع الرجل حتي كانت تتلثم لكي لا تعرف وكانت في كثير من الأحيان سببا للنصر في تاريخنا الإسلامي ففي غزوة أحد علي سبيل المثال انكفأت بعض النساء علي رسول الله يتلقين ضربات السيوف والسهام علي ظهورهن بل ان احداهن وهي السيدة رفيدة صنعت لها خيمة كبيرة الي جوار مسجد الرسول لكي تداوي جرحي المسلمين.
واقع الحياة
يري د. عبدالمقصود أن موقف الطبيبة الشابة نموذج يجب أن يحتذي به الجميع فهي أدت ما قال به الإسلام من معاملات في واقع الحياة وهي أفضل ترجمة لكل معتقداته فيجب ألا يقف الإنسان عند حد التدين النظري وانما يكون مسلكه ومعاملاته أي تدينه العملي برهانا علي تصوراته النظرية عن الدين فالدين هو المعاملة ومنها حسن معاملة الناس فالمسلم يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق واداب تجب عليه فيلتزم بها ويؤديها لأخيه المسلم ففعلها طاعة لله وقربة له بدون شك.
الأجر والثواب
يقول دكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر المسلم ملتزم دائما بما أمر به الحق تبارك وتعالي ومادام هو علي يقين بأن الله سبحانه وتعالي يري عمله فإنه يؤديه باتقان واخلاص لله رب العالمين وإلا فالله سبحانه وتعالي يعطي الإنسان الأجر والثواب علي قدر أداء واجبه في العمل ولهذا قال رسول الله "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه" فإذا كان الانسان يتقن عمله فإنه سيكون مقبولا عند الله يتقبل الله دعاءه ويحقق له رجاءه عملا بقوله تعالي "إنما يتقبل الله من المتقين" لا فرق بين ذكر وأنثي في القبول عند الله عز وجل مادام الإنسان يؤدي واجبه.. بإتقان واخلاص قال تعالي "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي".
يري د. صبري ان هذه الطبيبة قد أدت واجبها وأخلصت لله في عملها وقامت بوظيفتها علي خير ما يكون عليه الأداء فتقبل الله دعاءها وحقق رجاءها وكانت النتيجة ان كانت سببا في احياء النفس البشرية التي قال الله عنها "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
وان دل هذا علي شيء فانما يدل علي ان مجتمعنا بخير وسوف يظل بخير طالما وجد أمثال هؤلاء المخلصين لله في دينهم المحافظين علي وطنيتهم والذين ملأ الله قلوبهم رحمة وشفقة علي العباد فسألوا الله العفو والعافية عند انقاذ المرضي فيحقق الأمل بقبول الدعاء وتحقق الرجاء فالله عز وجل هو القائل "إنما يتقبل الله من المتقين"
يشير د. محروس محمد محروس المدرس بقسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر الي ان المجتمع في حاجة الي مثل هذه المرأة المسلمة الواعية لدينها التي تعطي المثل والقدوة لبنات عصرها والتي تؤكد ان الإيمان والالتزام والاحتشام لا يمنع من مزاولة عمل نافع للفرد والمجتمع مما يتوافق مع طبيعة الأنثي ليس كما يتوهم البعض أن الدين الإسلامي دين يحجر علي المرأة ويمنعها من مزاولة ما ينفعها من أعمال طيبة تفيدها وتنفع مجتمعها كما أن هذه النماذج الطيبة أبلغ رد علي أعداء الإسلام الذين يتهمون هذا الدين بأنه يضطهد المرأة ولا يعطيها حقها.

منقووووول للامانة

تحياتى

اشكرك اختى الغالية رنا على مرورك الرائع