لوعة الانتظار

طال أنتظاري .. والأيام تمر مسرعةً .. والساعات تمرق عجلى ..
والأنفاس ثائرة .. يلحق بعضها بعضا ..والوقت يضيق قبضته علي ..
وأنا اقف لا أتحرك .. تقتلني لوعة الأنتظار ..
كأنني صنم نحت من صخر .. تنتابني الحيرة والقلق ..
أقلب ناظري ذات اليمين وذات الشمال ..
أفترس وجوه المارة .. وآمالي مازالت ترقص أمامي ..
وأن بدت بالتبخر والأضمحلال
تعبت قدماي .. ومللت من الأنتظار .. وأصاب جسدي الكلل والإعياء ..
والحبيب الغائب .. المنتظر .. لم يحظر بعد ..
فصرت أقضي ما تبقى من وقتي .. بمراقبة العشاق المحظوظين ..
والاستماع إلى همساتهم التي يتبادلونها في فرح وأنس ومرح ..
فزاد ذلك من حزني .. وأرتفعت صيحات الأنين بداخلي ..
ففقدت كل أمل عقدت عليه تفكيري .. وماتت كل أمنية وثقت بإشراقها ..
فكان الأسف سيد الموقف .. والأسى ساعده الأيمن ..
ومع نفاد الوقت الإضافي .. وضياع كل الفرص المتاحة ..
ملأ الخوف قلبي .. وسيطر الهلع على جميع أركاني ..
فذابت نفسي رحمة بنفسي .. وحملت الأنسام صوت آهاتي ..
عندها أعتقت كل دمعة كنت أملكها .. فلم أعد أريد الاحتفاظ بها ..
وصدر الحكم سريعا .. وكان حكما قاسيا .. أقسى من الجبال ..
لقد ُحكم علي بالإنهيار .. أتعلمون ما معنى الإنهيار ..؟؟
إنه الهاوية .. إنه الغرق في فراغ مظلم مجهول .. لا بداية له ولا نهاية ..
وفجأة اهتزت الأرض بقوة من تحتي .. وانغرست قدماي بالتراب ..
تلتهما ساقاي .. ابتلعهما الموقف .. وتوغل جسدي في الأعماق ..
حتى تساوت أضلاع صدري مع قشرة الأرض اليابسة
وصارت أنفاسي تتسارع بالهرب لتترك المكان المنكوب ..
والجسد المسكين الذي يكاد أن يتحول إلى ركام ..
كدت أن أستسلم ..
لكن شيء ما دب في نفسي .. ودعاني إلى المحاولة ..
إنه الصراع من أجل البقاء
لذا بدأت بالمقاومة ..
تمسكت بأهداب الأشجار .. وبدأت أتحسس الحجارة من حولي ..
وأقبض على الأغصان ..بحثت يداي عن كل ما يمكن التعلق به ..
حتى لو كانت قشة صغيرة ..وفي أثناء تلك المحاولات اليائسة .. والجهود المستحيلة ..
فجأة .. أشرقت شمس لا كالشموس .. شمس وهاجة ..
انتشر ضياؤها الأخاذ .. فسرق العقول والقلوب والأبصار ..
وعم المكان عبق عطري ساحر .. طارت ذراته في الهواء ..
وكأنه ضباب تلك الليالي الجميلة .. في ألف ليلة وليلة ..
ظهرت حبيبتي .. وبدت بوجهها الملائكي .. أمام الجميع ..
شعر ليلي طويل .. وعيون نرجسية كحيلة ..
وخدين كأجمل وردتين حمراوين في العالم ..
وفم عذب صغير .. يبرق من خلاله صف من اللألئ البيضاء ..
فصرخت بأعلى صوتي .. هذه حبيبتي المنتظرة .. ها قد حظرت الآن ..
مضت ساعة وربما ساعات ..
لما رفعت راسي المنهك .. كانت واقفة أمامي ..
فساعدتني على الخروج .. ومسحت أثار العناء عن وجهي
ومسدت شعري المغبر برفق ولطف
قلت لها بأنفاس متقطعة منهكة :
حبيبتي ..
لقد تأخرتِ كثيرا .. لكنك لم تتركيني ....

منقوووووووووول

بسم الله الرحمن الرحيم
تسلم ايدك اختى عراقية

منورين

كلمات في منتهى الروعة والجمال
أسعدني وشرفني كثيرا مروريى على صفحتك
المنورة بنورك وروعة مشاركتك .. فصح الله لسان قائلها وناقلها